تلك هي المرة الأولي التي أشعر فيها و أحب قلب احد الرجال ، ذلك بعد ما قضيت اعواما كثيرة منذ طفولتي وحيدة فريدة اسكن قمم الجبال أزور الحدائق بمفردي ... أتخيل كيف سيكون عاشقي في اي يوم من الايام.
والغريب أن طوال هذه الفترة لن التفت الي اي فرد مما يحبوني و لن أقترب من أي غلام فقط صنعت لقلبي أكبر جدار وخلقت له قفلا مفاتيحه ملغمه بالنيران كما انني ملكت صواعق هذا القفل لاقوي رواياتي التي تختلطها حمم الاعاصير وتعيقها فتحات حمم تأكل الصخور و تصدع البراكين فعلا كنت اعتقد انه من الصعب ان يدق قلبي وتخيلت انه من الاكثر صعوية أن تشعر مهجتي بمهجة اي انسان كما انه من الصعب أن احن لاي رجل من الرجال.
فحينما كنت أنظر الي أحد الأطفال الصغار .. كنت اعاملهم علي اساس انهم اتفه الصبيان اما الان فتحولت نظراتي إليه كاملة دون رغبة مني في ان انظر لاي بشر او أن اعجب كمثيلاتي بأجمل الغلمان فمعه تغيرت فجأة بل تغيرت كاملة وتصارعت مع عقلي
وانتزعت بنفسي هذا الجدار وتمردت أيضا علي حمم البركان واصبحت امكث أمام المطر عارية القدمين بل وبدأت انشر خصيلات شعري تحت قطرات الندي ورعد الايام وخلقت من اعاصيري اشتياق و غرام كما انني ارتديت له ألوان توحية بالجمال.
وأعلنت اعتزال التعامل مع اغلب الرجال وتركت فقط بقربي قليل من الاقران حتي عاشقتي و مهنتي ظلمتها وانا معه في اغلب الاحيان وقلمي لم يعد يكتب تحقيقاته او تقاريره فكنت أكنز لعزيزي أوقاتا ولم اشعره يوما قط انه سبب ابتعادي عن مهنتي او كتاباتي في صحيفتي أو في ورق الجرنال.
من أجل عاشقي بعدت كل من يقترب مني او يفاتحني في ان يكون عاشقي الولهان .
خرجت كل أحوالي عن ناقوسها و تبدلت كل طقوس الأنغام اصبحت اعشق معه اغنيات لم تفتح أيدي ملفاتها من قديم الازمان هذا كله كي اشعره اانني صرت مثله كما انني احببت كل ما يحبة فحقا اعشقت و أنا معه كل الاكوان وصرت عاشقة مجنونة أشتاق إلي رجل واحد و قررت انه قدري من جميع هؤلاء الاقدار.
دائما أراه بجواري في كل الايام يعيش معي في غرفتي يحاكيني قصص الخيال و يلعب معي لعبة الأميرة والأمير و نركب سويا فوق الحصان بل واصبح يؤنس وحدتي في أطغاس المنام حتي في أشعاري وأيضا في حدائقي وحول البستان ووصل مرضي به
الي أنه بدأ يلازمني أثناء صلاتي ووقت الاذان وصار يودع معي دميتي وقت المنام!
عاشقي عندما أتحدث إليه يأخذ كلامي الجد علي محمل الهزار اما كلامي الهزار يأخده علي محمل تخطيطي لفراقه علي مر الايام ليتك تعلم انني عندما اهرب من يديك هذا كي لا اضعف امامك فعلا لانك تصيبني بقشعريرة في جسدي وتختلط مشاعري بقمة الهزيان وليتك تعلم أن لمساتك هي التي تحييني في لحظات مرضي كما انها تنعشني اوقات العشق و الغرام.
حبيبي اشتاق اليك رغم قسوتك وعدم تلبيتك لنداءاتي في تلك الايام وللأسف أحن إليك
رغم اتهامك لي بعدم الفهم وموت الاحساس.
مع خالص تحياتي
عاشقة الصحافة
نجلاء الجعفري